وعلاج هذا أن يعلم أن الموت بين يديه، وأنه مسؤول عن كل كلمة، وأن
أنفاسه رأس ماله، وأن لسانه شبكة يقدر على أن يقتنص بها الحور العين، فإهماله
وتضييعه خسران. والعلاج من حيث العمل أن يلزم نفسه السكوت عن بعض ما يعنيه ليتعود
اللسان ترك ما لا يعنيه.
الثاني: الخوض في الباطل، وهو الكلام في
المعاصي، كحكايات أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر
الملوك وأحوالهم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك[90] بها جلساءه يهوى[91] بها أبد من الثريا[92].[93]
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أعظم الناس
خطايا يوم القيامة هو[94]
أكثرهم خوضاً في الباطل[95].
وإليه الإشارة بقوله تعالى:((وَكُنّا
نَخُوضُ مَعَ الْخاائِضِينَ))[96].
ويدخل في هذا الخوض حكايات البدع والمذاهب الفاسدة، فإن الحديث في ذلك كله خوض في
الباطل[97].