وهما جناحان يطير بهما المقربون
إلى كل مقام محمود، ومطيتان بهما يقطع من طرق الآخرة كل عقبة كؤود، وتحقيقهما في
فصول:
الفصل
الأول
الرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما
هو محبوب عنده، ولكن ذلك المحبوب متوقع لابد وأن يكون له سبب، فإن كان انتظاره لأجل
حصول أكثر أسبابه فاسم الرجاء عليه صادق، وإن كان ذلك انتظاراً مع انخرام[1134] أسبابه واضطرابها
فاسم الغرور والحمق عليه أصدق من اسم الرجاء، وإن لم تكن الأسباب معلومة الوجود
ولا معلومة الانتفاء فاسم التمني أصدق على انتظاره من اسم الرجاء.
وأيما كان فلا يطلق اسم الرجاء
والخوف إلا على ما يتردد فيه، أما ما يقطع به فلا، فلا يقال: أرجو طلوع الشمس وقت
الطلوع وأخاف غروبها وقت الغروب، ويقال: أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه.