responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 264

وعن السجاد عليه السلام أنه كان إذا قرأ هذه الآية ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوها))[1124] قال: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه[1125].

والجواب عن الأول: إن طلب الله من عباده الشكر كسائر التكاليف يرجع نفعه إليهم لا إليه.

وإن أردت إيضاح ذلك فاعلم أن ملكاً من الملوك لو أرسل إلى عبد قد بعد عنه مركوباً وملبوساً ونقداً لأجل زاده في الطريق حتى يقطع به مسافة البعد ويقرب من حضرة الملك، فذلك الملك يتصور له حالتان: الأولى أن يكون قصده من إحضار عبده القيام ببعض مهماته والحظ بخدمته، والثانية أن لا يكون له حظ في حضوره أبداً ولا يزيد حضوره في ملكه مثقال ذرة، ولكنه قصد بذلك أن يحظى العبد بالقرب منه وينال سعادة حضرته ليرجع النفع إلى العبد نفسه لا إلى الملك، وإرادة الله الشكر من عباده مثال الحالة الثانية.

الفصل الرابع: في طريق تحصيل الشكر

وهو مركب من العلم والعمل، بأن يعرف الله ويتفكر في مصنوعاته وينظر إلى الأدنى في الدنيا فيشكر الله، وإلى الأعلى في الدين فيجتهد في الوصول إلى مرتبته، ويشكر في المصائب على أنه لم يصب بأكبر منها، وأنها لم تكن مصيبة دينية بل دنيوية، وأنه قد عجلت عقوبتها ولم تدخر للآخرة وأن ثوابها خير له، وأنها تنقص من القلب حب الدنيا، بل ربما بغضت الدنيا التي حبها رأس كل


[1124] سورة النحل/ 18.

[1125] أنظر:تحف العقول،الحراني:283،وروي عن الإمام سيد العابدينعليه السلام في قصار هذه المعاني.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست