responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 262

الفصل الثالث: في بيان معنى الشكر في حقه تعالى

لعلك تقول: إن الشكر إنما يعقل في حق منعم هو صاحب حظ في الشكر، فإنا نشكر الملوك إما بالثناء ليزيد محلهم في القلوب ويظهر كرمهم عند الناس فيزيد صيتهم[1117] وجاههم، أو بالخدمة التي هي إعانة لهم على بعض أغراضهم، أو بالمثول[1118] بين أيديهم في صورة الخدم لتكثير سوادهم وزيادة جاههم، وهذا كله محال في حقه تعالى لوجهين.

أحدهما: إنه تعالى منزه عن الحظوظ والأغراض والحاجة ونشر الجاه والحشمة[1119] وتكثير السواد ونحو ذلك.

الثاني: إن جميع ما نتعاطاه باختيارنا فهو نعمة أخرى علينا من نعم الله، إذ جوارحنا وقدرتنا وإرادتنا وداعيتنا وسائر الأمور التي هي أسباب حركتنا ونفس حركتنا من خلق الله تعالى ونعمته، فكيف نشكر نعمته بنعمته؟.

ولو أعطانا الملك مركوباً فأخذنا مركوباً آخر له وركبناه، وأعطانا مركوباً آخر لم يكن الثاني شكراً للأول منا بل كان الثاني يحتاج إلى شكر كما يحتاج الأول، ثم لا يمكن شكر الشكر إلا بنعمة أخرى فيؤدي ذلك إلى أن يكون الشكر محالاً في حقه تعالى، وقد ورد الشرع به فكيف طريق الجمع بينهما؟.


[1117] الصيت: الذكر الجميل الذي ينتشر في الناس، دون القبيح. يقال ذهب صيته في الناس.

لسان العرب، ابن منظور: 2/ 58، مادة "صوت".

[1118] المثول: الانتصاب قائما، والفعل مثل يمثل.

كتاب العين، الفراهيدي: 8/ 229، باب الثاء واللام والميم معهما، مادة "مثل".

[1119] حشمة الرجل وحشمه محركتين وأحشامه: خاصته الذين يغضبون له من أهل وعبيد أو جيرة. والحشم محركة للواحد والجمع: وهو العيال والقرابة أيضا. والحشمة بالكسر: الحياء والانقباض. القاموس المحيط، الفيروز آبادي: 4/ 96، مادة "الحشمة".

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست