فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ
اللّهُ))[913]. وفي الحديث. «خياركم
كل مفتن تواب»[914]. وفي الرواية: «المؤمن
كالسنبلة تفيء أحياناً وتميل أحياناً»[915].
الطبقة الثالثة: أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه شهوته في بعض الذنوب فيقدم عليها عن قصد وصدق شهوة بعجزه عن قهر
الشهوة، إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات وتارك جملة من السيئات مع القدرة
والشهوة، وإنما قهرته هذه الشهوة الواحدة أو الشهوتان، وهو يودُّ قمعها ويقول:
ليتني لم افعل وسأتوب، ولكنه يسوّف نفسه في التوبة يوماً بعد يوم، قال تعالى: ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صالِحًا وَآخَرَ
سَيِّئاً))[916]) فهو مرجو عسى الله أن يتوب عليه إذا تاب[917]).
الطبقة الرابعة: أن يتوب ويستقيم مدة ثم يعود إلى مقارفة الذنب من غير أن يحدث نفسه
بالتوبة ومن غير أن يتأسف على فعله، بل ينهمك[918]انهماك الغافل في إتباع الشهوات، فهذا
أقبح حال التائبين وأمر في مشيئة الله.