وينبغي أن يكون عن قرب عهد بالخطيئة، بأن يتندم
عليها ويمحو أثرها قبل أن يتراكم الرين على القلب فلا يقبل المحو، قال الله تعالى:
((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى
اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ
قَرِيبٍ... (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ
حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ))[819]). قال الصادق عليه السلام: ذلك إذا عاين أمر
الآخرة[820])، وذلك أن التوبة مقبولة قبل أن يعاين[821]).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم[822]) قال: من ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان
بين خطرين عظيمين: أحدهما أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير ريناً[823]) وطبعاً فلا يقبل المحو. والثاني أن يعاجله
المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو[824]). ولذلك ورد في الخبر: «إن أكثر صياح أهل النار التسويف[825]»[826].