فمنهم: فرقة أهملوا الفرائض
واشتغلوا بالفضائل والنوافل، وربما تعمقوا بالفضائل حتى خرجوا إلى العدوان والسرف، كالذي
يغلب عليه الوسوسة[780] في الوضوء فيبالغ فيه
ولا يرتضي الماء المحكوم بطهارته في فتوى الشرع، ويقدر الاحتمالات البعيدة في
النجاسة قريبة، وإذا آل الأمر إلى أكل الحلال قدر الاحتمالات القريبة بعيدة، وقد
يطول الأمر في وسواسه في الوضوء والتطهير حتى تضيع الصلاة ويخرجها عن وقتها.
ومنهم: من غلب عليه الوسوسة
في نية الصلاة، فتفوته الجماعة ويخرج الوقت، وإن كبر ففي قلبه تردد في صحّة نيته،
ويفوته الحضور والخضوع والخشوع.
ومنهم: من يغلب عليه الوسوسة
في إخراج الحروف فلا يزال يعالجها حتى يذهل عن معاني القرآن.
ومنهم: من اغتر بقراءة القرآن
فيهذُّه هذّاً[781]، وربما يختم في اليوم
والليلة مرة ولسانه يجري به وقلبه يتردد في أودية الأماني، والله تعالى يقول: ((لَوْ أَنْزَلْنا هذَا