responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 183

ومنهم: من اشتغل بالوعظ، وأعلاهم رتبة من يتكلم في أخلاق النفس وصفات القلب من الخوف والرجاء والصبر والشكر والتوكل والزهد واليقين والإخلاص والصدق ونظائرها، ويظن بنفسه أنه إذا تكلم بهذه الصفات ودعا الخلق إليها صار موصوفاً بها، وهو منفك عنها عند الله إلا عن قدر يسير لا ينفك عنه عوام المسلمين، والأكياس يمتحنون أنفسهم في هذه الصفات ويطالبونها بالحقيقة، ولا يقنعون منها بالتزويق.

ومنهم: من قنع بحفظ كلام الزهاد وأحاديثهم، فهو حافظ للكلمات جاهل بالمعاني غير متصف بما يقول.

ومنهم: من استغرق أوقاته في علم الحديث[774] وسماعه وطلب الأسانيد


[774] الخبرُ والحديثُ: بمعنى: هو كلامٌ يكون لِنسبَته خارجٌ في أحدِ الأزمنةِ تُطابِقُه أولا.

وهو أعمُّ من أن يكون قولَ الرسولِ والإمام والصحابي والتابعي وغيرِهم. وفي معناه فعلُهم وتقريرُهم.

وقد يُخَصُّ الثاني بما جاء عن المعصومِ،والأوّلُ بما جاء عن غيرِه،أو يُجعل الثاني أعمَّ مطلقاً.

والأثرُ: أعمُّ مطلقاَ.

والمتنُ: لفظُ الحديثِ الذي يَتَقَوَّمُ بِه المعنى.

والسندُ: طريقُ المتنِ. وقيل: الإخبارُ عن طَرِيقه.

والإسنادُ: رَفعُ الحديثِ إلى قائِله. والأولى ردُّ المعنى الثاني إليه أيضاً.

ثمّ الخبرُ، مُنحصِرٌ في الصدقِ والكذبِ في الأصحِّ؛ لأنّه إن طابَقَ الواقعُ المحكيَّ فالأوّلُ، وإلاّ فالثاني، سواءٌ وافَقَ اعتقاَدَ المُخبِرِ أم لا، وسواء قصد الخبرَ أم لا.

ثمّ قد يُعلم صِدقُه قطعاً ضرورةً، كالمتواتر، وما عُلِمَ وجودُ مخبَرِه كذلك. أو كَسْباً، كخبر الله تعالى، والرسولِ، والإمامِ، والأُمةِ، والمتواتِر معنى، والمحتفِّ بالقرائن، وما عُلِمَ وجودُ مُخبَرِه بالنظر. وقد يُعلم كذبُه كذلك بالمقايسةِ. وقد يحتمل الأمرين، كأكثرِ الأخبارِ.

وينقسم مطلقاً إلى متواترٍ، وهو ما بَلَغَتْ رُواتُه في الكثرةِ مَبْلَغاً أحالَت العادةُ تواطُؤهم على الَكذبِ، واستمرَّ ذلك في الطبقاتِ حيث تتعدّد، فيكون أوَّلُه كآخِره، ووسطُه كَطَرَفَيْه. ولا يَنْحَصِرُ ذلك في عددٍ خاصٍّ.

وشرطُ العِلم به انتفاؤه اضطراراً عن السامعِ، وأن لا تَسْبِقَ شُبهةٌ إلى السامعِ أو تقليدٌ ينافي موجبَ خَبَرِه، واستنادُ المُخْبِرين إلى إحساسٍ.

وهو مُتَحَقِّقٌ في أصولِ الشرائعِ كثيراً، وقليلٌ في الأحاديث الخاصّةِ وإن تَواتر مدلولُها، حتى قيل: مَن سُئل عن إبرازِ مثال لذلك أعياه طلبُه. وحديثُ (إنّما الأعمالُ بالنيّاتِ) ليس منه وإن نقله عددُ التواترِ وأكثرُ؛ لأنّ ذلك طَرَأ في وَسَطِ إسناده. وأكثرُ ما ادّعي تواترهُ من هذا القبيلِ.

نعم، حديثُ: «مَن كذب عليّ متعمّداً فَلْيَتَبَوّأ مقعدَه من النارِ» نَقَلَه مِن الصَحابَة الجمُّ الغفيرُ. قيل: أربعون. وقيل: نَيِّفٌ وستّون، ولم يَزَل العددُ في ازديادٍ.

وآحاد، وهو ما لم يَنْتَه إلى المتواترِ منه.

ثمّ هو مستفيضٌ إن زادتْ رُواتُه عن ثلاثةٍ،أو اثنين. ويقال له:المشهور أيضاً.وقد يُغايَر بينهما. وغريبٌ إن انفردَ به واحدٌ.

وغيرُهما، وهو ما عدا ذلك. فمنه العزيزُ، ومنه المقبولُ، والمردودُ، والمُشْتَبَهُ.

والأخبارُ مطلقاً غيرُ منحصرةٍ. ومَن بالغ في تتبُّعها وحَصَرَها في عددٍ فَبِحَسَبِ ما وَصَلَ إليه. واعلم أنّ متنَ الحديث نفسه لا مَدْخلَ له في الاعتبار إلاّ نادراً، بل يَكتَسِبُ صفةً من القوّةِ والضعفِ وغيرِهما بِحَسَبِ أوصافِ الرواةِ مِنَ العَدالَةِ وعَدَمِها، أو الإسنادِ، مِن الاتّصالِ والانقطاعِ والإرسالِ وغيرِها.

وتحريرُ البحث عن ذلك ينجرُّ إلى بيان أنواعه من الصحَّةِ وأضدادها، وإلى الجَرْحِ والتعديلِ. والنظرُ إلى كيفيّةِ أخذهِ، وطُرقَ تحمُّلِه والبحثِ عن أسماء الرواة وأنسابِهم، ونحوِ ذلك.

الرعاية لحال البداية في علم الدراية، الشهيد الثاني:28ـ29، المقدمة في بيان أصوله واصطلاحاته.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست