الخامس: أن لا يبالي بلبس الثياب البذلة،
فإن نفور النفس من ذلك في الملأ رياء وفي الخلوة كبر. وفي هذه الثلاثة يشترط
الاعتياد في الأزمنة والأمكنة والأشخاص.
واعلم أن المحمود من التواضع أن يتواضع في غير مذلة ومن غير تخاسس[570] فإن كلا الطرفين
مذموم و«خير الأمور أوسطها»[571]، فمن تقدم على أمثاله فهو متكبر
ومن تأخر عنهم فهو متواضع ، وأما إذا تواضع العالم للإسكاف[572] وأجلسه مكانه وسوى
نعله فهو ملق[573] وتذلل و تخاسس[574].