نفسك بسترها، وتحقق أنه لا
يسترها عن عين الله ساتر وإنما يكفرها الندم والحياء والخوف، فتستفيد بإحضارها في
قلبك انبعاث جنود الخوف والحياء من مكامنها، فتذل به نفسك وتسكن تحت الخجلة قلبك.
وتقوم بين يدي الله قيام العبد
المجرم المسيء الآبق[290] الذي ندم فرجع إلى
مولاه ناكساً[291] رأسه من الحياء والخوف[292].
وفي مصباح الشريعة: قال الصادق
عليه السلام: «أزين اللباس للمؤمنين لباس التقوى، وأنعمه الإيمان، قال الله عزّوجل:
((وَلِباسُ
التَّقْوَىَ ذلِكَ خَيْرٌ))[293]، وإما اللباس الظاهر فنعمة من
الله يستر بها عورات بني آدم، وهي كرامة أكرم الله بها عباده ذرية آدم عليه
السلام ما لم يكرم بها غيرهم، وهي للمؤمنين آلة لأداء ما افترض الله عليهم.
وخير لباسك ما لا يشغلك عن الله
تعالى بل يقربك من شكره وذكره وطاعته، ولا يحملك على العجب والرياء والتزين
والمفاخرة والخيلاء، فإنها من آفات الدين ومورثة القسوة في القلب، وإذا لبست ثوبك
فاذكر ستر الله عليك ذنوبك برحمته.