وفي هذا الاتجاه يتنكر الإنسان للمادة في جميع مظاهرها، وأنّ العزوف عن
ملاذ الدنيا هو المناط في الأخلاق الفاضلة، ويرى أصحابه أنّ السعادة هي الابتعاد
عما يشغل بال الإنسان عن التفكر، والكمال هو الوصول إلى مرحلة يصل بها إلى درك
الحقائق، وفي هذا الاتجاه تعتبر المحبة أصلا لكل خير.
هذه هي الاتجاهات الأساسية للمذاهب الأخلاقية المختلفة المتعددة وهي
جميعها قد أخفقت في حلّ المشكلات الخلقية للإنسان سواء الفردية أو الاجتماعية، ولم
يصل الفرد بها إلى ما يصبو من السعادة والكمال بل لم تجلب للإنسان إلا الشقاوة،
والوقوع في صراعات فكرية لا يجتنى منها فائدة تذكر[6].
[6]
مواهب الرحمن في تفسير القران، السيد السبزواري: 2/304 - 306 .