الأمن، كما أنّ مفهوم ومصطلح الإيمان في النصوص الإسلامية والكتاب الكريم، يعتبر رأس مالٍ إنساني مقدّس، يقود في الآخرة إلى السعادة والتكامل، وهذا هو الهدف من إرسال الرسل وبعث الأنبياء عليهم السلام، وهو علامة فارقة لقيم وقداسة الأمن في تعاليم الوحي، والإيمان له قيمة عظيمة لكونه وسيلة للوصول إلى الأمن.

وفي القرآن الكريم آيات صريحة تدلّ على أن الفتنة أشد من القتل، وأن الإيمان يوصد الأبواب أمام المجرمين ويبعدهم عن ارتكاب المفاسد ودفع الاضطراب الاجتماعي ودرء الفتن به، ولأجل الحد من ذلك ومنع حصولها في المجتمع الإسلامي، جعل الله تعالى الحدود والديات والقصاص والتعزيزات والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي سنبحث مفصلاً في أبوابها.

ومن خلال التدبر في الآيات القرآنية وأحاديث المعصومين، نستطيع أن نقول: إنّ النظام الاسلامي أكثر الأنظمة حفظاً للأمن وتأكيداً عليه، حيث لايدانيه أي نظام وضعي، فهو يتدخل في الجزئيات، ويحفظ لأفراد النوع الإنساني كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية؛ إذ وجدناه يعتني حتى في المسائل الأخلاقية على المستوى الفردي والاجتماعي، فتشمل توصياته وتحذيراته مواطن الفكر والذهن والخيال، قال تعالى:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ