لهم: فإنكم ستجدون بعدي أثره شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني
على الحوض قال أنس قالوا نعم»..
قلت:
هذه الرواية تعرضت للتحريف فأنس قال: «فلم يصبروا» ولم يقل أنهم قالوا: «نعم»!!
فقد روى البخاري[859] والصنعاني[860]
والقرطبي[861]
وابن كثير[862]
واللفظ للطبراني[863] «حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي،
حدثنا أبي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا مرزوق بن أبي الهذيل، أنه سمع ابن شهاب
يقول: حدثنا أنس بن مالك، أن ناسا من الأنصار، قالوا: يوم حنين: أفاء الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم أموال هوازن، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي
رجالاً من قريش المئة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسوله يعطي قريشا وسيوفنا تقطر
من دمائهم، فحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في
قبة من أدم، ولم يدع منهم أحدا، فلما اجتمعوا إليه، جاءهم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فقال: (ما حديث بلغني منكم؟) فقال فقهاء الأمصار: أما ذووا رأينا فلم
يقولوا شيئا، وأما أناس حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسوله يعطي قريشا
وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني لأعطي
رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون