روى ابن عساكر في تاريخ دمشق[768] وابن كثير
في البداية والنهاية[769] واللفظ له «وقال كثير النوري:
عن عبد الله بن بديل قال: دخل سعد على معاوية فقال له: مالك لم تقاتل معنا؟ فقال:
إني مرت بي ريح مظلمة فقلت: أخ أخ. فأنخت راحلتي حتى انجلت عنّي ثم عرفتُ الطريق
فسرت، فقال معاوية: ليس في كتاب الله: أخ أخ. ولكن قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ
اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[770].
فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية. فقال
سعد: ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. فقال معاوية: من سمع هذا معك؟ فقال: فلان
وفلان وأم سلمة. فقال معاوية: أما إني لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت
علي»..
[762] تاريخ مدينة دمشق - ج 20 -
ص360/ ومختصره لابن منظور - ج 5 - ص 269.
[763] البداية والنهاية - ابن كثير
- ج 8 - ص 83 - 84.