الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن عقبة بن عمرو قال أتى رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم رجل حتى جلس بين يديه فقال يا رسول الله أما السلام عليك, فقد
علمناه, وأما الصلاة فأخبرنا بها كيف نصلي عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله ثم قال: إذا صليتم علي فقولوا
اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم, وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم, إنك حميد مجيد»..
فتحريف الحديث بهذا الشكل له هدف واضح وهو ترسيخ المماثلة بين «الأزواج
والذرية» من جهة و«آل إبراهيم» من جهة أخرى..
وبصياغة أخرى ترسيخ مبدأ أن آل النبي هم الأزواج والذرية وليس هم الذرّية
وحدهم!! وهذه إحدى المحاولات التي تهدف إلى الترويج لحشر أزواج النبي صلى الله عليه
وآله مع أهل بيته..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله إذ انه كان يعلم كل ما سيحدث [687]فقد
«كان النبي صلى الله عليه وسلم تمر به الفتية من قريش فلا يتغير لونه، وتمر الفتية
من أهل بيته فيتغير لونه. فقلنا: يا رسول الله لا نزال نرى منك ما يشق علينا! تمر
بك الفتية من قريش فلا يتغير لونك، وتمر بك الفتية من أهل بيتك فيتغير لونك؟ قال:
إن أهلي هؤلاء اختارهم الله للآخرة ولم يخترهم للدنيا، وسيلقون بعدي تطريدا
وتشريدا وبلاء شديدا».
[683] الرحلة في طلب الحديث - الخطيب
البغدادي - ص 146/ سير اعلام النبلاء - الذهبي-ج6 – ص132.