فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها فأنا أكفيكماه»..

وكل ذلك حتى يقولوا للناس ان الصحابة كانوا إخوة متحابين أجمعين أكتعين أبصعين!!

ولما رأوا أن الحديث لا ينصلح بما سيقولونه من تأويلات باردة, اضطر بعضهم الى اختيار جملة واحدة منه وحذف الباقي ومنهم ابن كثير اذ نقل من كلام عمر جملة واحدة وهو قوله «أنظرا فيها وأنتما جميع فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي، والذي تقوم السماء والأرض بأمره لا أقضي فيها قضاء غير هذا»[525]!! ولم يورد الترمذي[526] سوى قوله «قال عمر: فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أنت وهذا إلى أبى بكر تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدقة والله يعلم أنه صادق بار راشد تابع للحق.... وفي الحديث قصة طويلة!!»فحذف رأي علي والعباس في ابي بكر وباقي القصة!! ونحن نسأل ان القصة لو كانت تحتوي على مدح ابي بكر وعمر هل كان يقول الترمذي «وفي الحديث قصة طويلة»؟!.

ولما ضاقت بـ«النووي» شارح الحديث المسارب قال «وتأويل هذا على نحو ما سبق وهو أن المراد أنكما تعتقدان أن الواجب أن نفعل في هذه القضية خلاف ما فعلته أنا وأبو بكر فنحن على مقتضى رأيكما لو أتينا ما أتينا ونحن معتقدان ما

[522] البداية والنهاية - ابن كثير - ج 4 - ص 231.

[523] سنن الترمذي - الترمذي - ج 3 - ص 82.