(9) فلان وفلان!!

قال الزبير بن بكار [476] في الموفقيات «مرض علي عليه السلام، فعاده عثمان ومعه مروان بن الحكم، فجعل عثمان يسأل عليا عن حاله، وعلي ساكت لا يجيبه، فقال عثمان: لقد أصبحت يا أبا الحسن منى بمنزلة الولد العاق لأبيه! إن عاش عقَّه، وإن مات فَجَعَه، فلو جعلت لنا من أمرك فرجا، إمّا عدواً أو صديقاً، ولم تجعلنا بين السماء والماء. أما والله لأنا خير لك من فلان وفلان، وإن قُتلت لا تجد مثلي، فقال مروان: أما والله لا يرام ما وراءنا حتى تتواصل سيوفنا، وتقطع أرحامنا. فالتفت إليه عثمان، وقال: أسكت لا سكتّ! وما يدخلك فيما بيننا!»..

قلت:

من كنى عنه الزبير بن بكار بقوله «لأنا خير لك من فلان وفلان» هما أبو بكر وعمر, وقد روى الطبري وابن كثير الرواية بتغيير في الألفاظ وجعلا المعنيين بالأسماء على لسان أمير المؤمنين عليه السلام, وإذا كان الزبير بن بكار قد سبق الطبري بنصف قرن فقد يكون التحريف في الرواية جاء من بعده, قال الطبري[477] «أما الواقدي فإنه زعم أن عبد الله بن محمد حدثه عن أبيه قال لما كانت سنة 34

[473] الموفقيات – الزبير بن بكار- ص610.

[474] تاريخ الطبري - الطبري - ج 3 - ص 375 - 377/ البداية والنهاية - ابن كثير- ج 7 - 188.