فإذا كان كلام هذه الجارية بعد وقوع الافك (أي بعد غزوة بني المصطلق في
العام الخامس للهجرة) فيكون عمر عائشة أربعة عشر عاماً على متوسط التقدير, وهذا
يكشف عن مستوى من الفطنة والذكاء تحت المعدل العام في بلاد حارة يكون عمر البلوغ
عند الفتاة عادة مبكر جدا, وبالتالي يكون تقبل الفطنة والاستعداد الذهني كبيرا
قياساً بالبلاد الباردة, وهذا امر محسوس, فما الذي جعل عائشة وبعد خمس سنين فقط
تتحول من جارية «تأكل الداجن عجينها!» من الإهمال الطفولي الساذج إلى فقيهة
الفقهاء التي لا تبارى بالفتوى؟! ويأخذون عنها نصف دينهم؟ ألا ترون معي أن الصورة التي
تنقلها كتب القوم مضخمة بشكل عجيب لا يُصدّق؟!