ثم ردد أسامة في نفسه: (ولماذا أقضي العطلة في البيت أصلا؟ ولماذا أقضي هذه الأيام القليلة في مثل هذا الجو الروتيني؟ أليس من الأفضل أن أذهب إلى بيت خالي في الريف، الله الريف! وما أدراك ما الريف؟! حيث البساتين وصيد الطيور والسباحة في النهر ورؤية أصناف الحيوانات وأكل أصناف الطعام، وفوق كل ذلك الاحترام والتقدير العالي الذي ألقاه من بيت خالي وجيرانهم لأنهم ينظرون إلي نظرة ابن المدينة المثقف المطلع على كثير من الأمور التي لم يطلعوا عليها ولا سمعوا بها من قبل).

وبينما هو سارح في خياله وإذا بيد توضع على كتفه بقوة وتهزه، فزع أسامة، وإذا بصوت صديقه محمد يصرخ بإذنه: (قم لنذهب فالأصدقاء في الانتظار).

قام أسامة من مكانه ومشى نحو أصدقائه وما أن وصل حتى انهالت عليه الأسئلة: (أين كنت يا رجل؟ فمنذ متى ونحن نناديك ولا تجيبنا؟ أين كنت تسرح؟ لعلك عاشق ولا نعلم؟!) وبدأ الجميع بالضحك.

قال أسامة: (بل كنت أخيّر نفسي بين أن أقضي العطلة معكم وأتحمل سماجتكم ومزاحكم البارد وبين أن أذهب إلى بيت خالي في الريف).

فصاح الجميع: (إياك أن تتركنا فكلنا قد قررنا أن نقضي العطلة معا).

فقال لهم أسامة: (لا أريد أن أقضي هذه الأيام بشيء تافه وفوضوي، أريد شيئا جديدا، تجربة جديدة، فإن منحتموني هذا الأمر وإلا فسأذهب إلى بيت خالي، حيث المتعة والصيد والبساتين وكل ما هو جديد).

أخذ كل واحد من أصدقائه يستعرض مشروع قضاء العطلة الصيفية من