أسامة: (روى الشيخ الكليني: Sعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي عليه السلام يكتب ذلكR[263]والرواية صحيحة من حيث الإسناد).

فاطمة: (الذي يظهر لي من هذه الرواية ان مصحف فاطمة - يحتوي على أمور ثلاثة:

الأمر الأول: إخبار جبرائيل للسيدة الزهراء - عن أبيها .، والذي يظهر لي من عبارة الرواية ان هنالك مقامات وحقائق تخص النبي الأعظم . لم تكن حتى السيدة الزهراء - لتطلع عليها لولا جبرائيل.

الأمر الثاني: إخبارها عن موضع رسول الله . في الملكوت الأعلى وما منحه الله سبحانه من منزلة، وما هو فيه من النعيم المقيم في جنات الله سبحانه، والذي يظهر لي أيضا ان هنالك مقامات معنوية ملكوتية أعطيت للنبي الأعظم . بعد استشهاده لم تخطر على قلب بشر ولا يمكن تخيلها أو الاطلاع عليها حتى من قبل موجود هو بمنزلة السيدة الزهراء - وقد أطلعها الله سبحانه عليها بواسطة جبرائيل، وإلا فلو كانت هذه الأخبار معروفة عند السيدة الزهراء - لما احتاج جبرائيل إلى ذكرها وإيضاحها، لان إيضاح

[263] الكافي للشيخ الكليني ج1 ص458 باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام.