وهكذا هي الحياة، فالصابر يرى الربح الحقيقي في خواتيم الأمور لا أولياتها،
وقد ذكر هذا المعنى
نبي الله روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فقد روي انه قال يوما للحواريين: يا معاشر
الحواريين بحق أقول: إن الناس يقولون إن أصل البناء اسه وأنا أقول إن أصل البناء خاتمته[140].
وعليه فليحذر المؤمن من التشكيك واتهام الله تعالى ولا يتعجل بسوءِ الظن به
بالله تعالى، فقد ورد عن الإمام عليه السلام انه قد سألَهُ بعضُ أصحابهِ: من أكرم الخلق على
الله؟ قال:
أكثرهم ذكراً للهِ، وأعملهم بطاعته، قُلتُ: فمَنْ أبغضُ الخلق إلى الله؟ قال:
مَنْ يتهم الله، قُلتُ: وأحدٌ يتهمُ اللهَ؟ قال: نعم، (مَنْ استخارَ اللهَ فجاءتْهُ
الخيرةُ بما يكره فسخطَ فذلك يتهمُ اللهَ)[141].