فهنا يصف الشاعر سير الإبل السريع والحادي الذي يرفع لها صوته بالغناء لتسرع في سيرها ويصف الصحراء الواسعة وحرارتها ومواقد النار ثم يبين طيب تراب نجد وهوائها حيث يستذكره في شعره ثم يصف (البان) وهو (الشجر اللين الحَسن الطول) في منطقة (الغوير) وهي (تهامة وما يلي اليمن) والرند الجميل (وهو الشجر الطيب الرائحة من شجر البادية) ثم يستمر الشاعر في وصفه إلى أن ينتقل إلى غرضه وهو ذكر الإمام الحجّة / وطيب أرضه في (سر من رأى) وبهذا يكون قد شبه الشاعر ارض (الحجاز) بأرض (سامراء) لبيان فضلهما اذ الأولى احتضنت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والثانية احتضنت ولده الإمام الحجّة /. وهذه المقدمة تتشابه مع حجازيات الشريف الرضي وذكره لهذه المناطق. ومن الشعراء الذين استهلوا مقدمات قصائدهم بالطلل الشاعر محمد علي كمونة إذ قال: (من الوافر)

ففي النص المتقدم يصف الشاعر سير الإبل التي اشتهرت باقتنائها بني رياح كما يصف الحادي عندما يستعد بالسير لقطع البيد بهذه الإبل الأصيلة والخيل التي تحمل أهل الفلاح، ثم يستمر الشاعر بوصفه ورفضه لملذات الدنيا وهو بانتظار ظهور الإمام الحجّة /. ومن طلليّته نستشف بأن الشاعر قد ربط شهرة بني رياح والإبل الأصيلة والخيل التي تحمل أهل الفلاح بمسألة ظهور الإمام

[160] ديوان كمونة: 38.