وإلاّ أنْ تبيدَ سراةُ بكرٍ ***   *** فلا يبقى لها أبداً أثارُ[43]

فهنا الشاعر يستنهض نفسه وعشيرته للأخذ بالثأر وأنه سوف لن يهدأ ولن يضع سيفه ودرعه حتى يتم الأخذ بالثأر وإبادة بني بكر وهذا من مصاديق النظام القبلي الذي يرتبط به.

أما في عصر صدر الإسلام فقد انصب اهتمام الشعراء على الدعوة النبوية ونشر تعاليم الإسلام والدفاع عنها واستنهاض الناس إلى فهم مبادئ الدين الحنيف ومهاجمة الكفار والملحدين من أعدائه وقد برز ذلك بشكل واضح في غزوات الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدف نشر الدين الإسلامي وتخليص الناس من العبودية والضلال.

ومنه قول الشاعر كعب بن مالك في نصّهِ: (من الوافر)

«ولو تأملنا أغلب النماذج الشعرية الإسلامية لوجدنا أنها قصائد فخرية يغلب عليها طابع الفخر بالإسلام ومبادئه، وبكتاب الله وما جاء فيه[45]، وهو نوع من أنواع الاستنهاض غير المباشر لتوجيه الناس إلى الدين الجديد».

أما في العصرين الأموي والعباسي فقد امتزج شعر الاستنهاض مع أغراض

[43] ضيف، (د. شوقي): تاريخ الادب العربي، العصر الجاهلي، دار المعارف، مصر، ط7، 1976: 190.

[44] ابن مالك، (كعب): ديوان كعب بن مالك، تحقيق مجيد طراد، بيروت، ط1، 1997م: 66.

[45] مخيلف، (فهد نعيمة): الاستنهاض في الشعر العباسي دراسة موضوعية فنية (رسالة دكتوراه) الى مجلس كلية الآداب، الجامعة المستنصرية: 11.