والرثاء يتخير عادة وزناً طويلاً كثير المقاطع، "ليصب فيه من أشجانه ما ينفس عن حزنه وجزعه"[498] ويبدو ان السر في ذلك عدم تمتع الاوزان الشعرية بالقدرة نفسها على استيعاب مشاعر الانسان.

فالبحر الطويل

هو من البحور ذات المقاطع الكبيرة حيث تكرر فيه (فعولن، مفاعيلن) أربع مرات وكثرة حروفه جعلته من البحور الخصبة لاستيعاب السرد التاريخي او معاناة الشعراء حيث أعطت للشاعر حرية الكلام والتعبير عمّا يجول في خاطره ومن ذلك قول الشاعر محسن أبو الحب:

فهنا الشاعر يمدح الإمام الحجَّة / ويبين أنّه هو المؤمل لإعلاء كلمة الحق وأن بقاء الناس مرهون ببقائه وأنه ابن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خاتم النبيين وخير من ختم به الله وأنه قوة الأمه وناشر عدلها.

ومبلغ رسالة السماء وأن ابنه مثله في التبليغ وإقامة العدل حيث شبهه الشاعر بشبل الليث اللاحق به والدر الذي يخرج من البحر. وظل البحر الطويل متميزاً في

[498] علي، (د. عبد الرضا): موسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه دراسة وتطبيق في شعر الشطرين والشعر الحر، الشروق للنشر والتوزيع، عمان ـ الاردن، ط1، 1997 م: 177.

[499] ديوان أبو الحب: 82.