وحلول الشيب بدل السواد، والحركة إلى العلو، والطاقة والقوة، وكل هذه المعاني تدل على القيام والحركة والتغيير من حال إلى حال أخرى أفضل منها. وهذا المعنى هو ما نريد أن نصل إليه لنؤكد العلاقة الدلالية بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، فالمعنى الاصطلاحي هو نتيجة سببها المعنى اللغوي الذي يعد الأصل في ظهور معنى متعارف عليه. ومن المصطلحات القريبة من (الاستنهاض) هو (الاستنجاد) ومعناه «ساعد، أعان، طلب المساعدة»[7].

وأيضاً الاستصراخ وهو بمعنى «صرخ مستنجداً، حمل على الصراخ»[8].

وأيضاً مصطلح (الاستغاثة) «وهي بمعنى طلب الغوث والإجابة والنصرة»[9]. وكل هذه المسميات تدل على محاولة الحصول على الإنقاذ من موقف متأزم يستدعي الإسراع والنجدة وبهذا تكون جميع هذه المصطلحات قريبة من بعضها في المعنى العام ومن الصعب على الدارس التفريق بينها، وعلى الرغم من تقارب الدلالة بين هذه المصطلحات إلاّ أن مصطلح (الاستنهاض) نجده أكثر التصاقاً بقضية الإمام الحجّة / وطلب التعجيل بظهوره وقيام أمره، أما بقية المصطلحات ومنها مثلاً (الاستصراخ)[10] فقد ارتبطت بقضايا أخرى مختلفة عن قضية الإمام من وجهة نظر عقائدية، هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد ان لفظ

[7] لسان العرب: 14-15/41 (مادة نجد).

[8] م.ن: 6-7/291 (مادة صرخ).

[9] لسان العرب: 10/15 (مادة غاث).

[10] ارتبط (الاستصراخ) برثاء المدن والممالك الزائلة بالأندلس، ينظر على سبيل المثال لا الحصر (الاستصراخ في الشعر الأندلسي).