فلا والله لا يشفي غليلي ***   *** سوى قرع الحسام على الحسام[304]

فهذا شأن أصحاب الحق والمطالبين به، لا يلذ لهم بل لا يقر لهم قرار، ولا يرتاح لهم ضمير، ولا يطمئنون بعقيدة أو عمل تعبدي إلاّ في ظلال دولة تاجها معقود على نبعة هاشمية، وهذا ما يؤكد اختلاف الشعراء مع السلطة الحاكمة. "إن مثل هذه الدعوات تعبر عن إيمان الشعراء بأن الأئمة حاضرون بينهم، وتشير إلى وطأة الواقع الذي لا يمكن تخفيفها إلا بظهور الإمام الحجة /"[305]. وأما اقتران الاقتصاص باستنهاض الإمام الحجّة / عند الشعراء "فهي ليست لغاية محدودة وضيقة، كما كان قبل الإسلام"[306]

بل هي تتجه إلى الاقتصاص من أعداء الإسلام في كل زمان ومكان وهذا القصاص الذي يعبر عن الحياة يجب أن يكون من لدن قيادة إلهية عادلة تتمثل بشخص الإمام الحجّة / لأنه الأمين على الإسلام والمسلمين وهذا ما بينه الشاعر عبد الحسين الأعسم إذ قال: (من الطويل)

[304] ديوان أبو الحب: 23.

[305] مراثي الإمام الحسين عليه السلام (رسالة ماجستير): 81.

[306] السامرائي، (سهام حسين جواد): القيم الأخلاقية والاجتماعية والفكرية في وصايا عصر ما قبل الإسلام الشعرية والنثرية (رسالة ماجستير), كلية التربية للبنات, جامعة تكريت, 2002م: 8.

[307] ديوان الأعسم: 67.