وهذا الإنموذج من شعر الاستنهاض التقليدي، تبدو فيه اللغة الحماسية
واضحة للمطالبة بأخذ الثأر والتحريض عليه، وطلب الانتقام من الأعداء والظلمة، أما
صوت الشاعر فلم يعد له وجود فيها وهذه اللغة الخطابية والحماسة العالية قد تفسر
بما كان يعانيه الشعراء آنذاك من ظروف اجتماعية وسياسية انعكست على رؤاهم للأشياء
وتأثرهم بها.
وأيضاً قول الشاعر عبد الحسين الأعسم: (من الطويل)
فقم
واملأ الدنيا فداؤك أهلها
***
***
بعدل
تقيل الشاء فيه مع الذئب
ودم
قاضياً حق العلا بعزائم
***
***
تهب
هبوب الريح في الشرق والغرب
لاحت
فأرضت من يواليك وانثنت
***
***
بسخط
على من لا يواليك منصب[207]
فهنا الشاعر يستنهض الإمام الحجّة / لأخذ الثأر من أعدائهم كما يطلب منه إقامة العدل ونشره في أرجاء
البرية حتى يفرح به من يواليه ويكون سخطاً على من يعاديه.