وبعد، مهما كتب القرطاس وحبّرت الأوراق بالمداد، وكلّت
سواعد العلماء النجباء، وخرّت أنامل الأقلام والفقهاء، بذكر فضائل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام التي لا تعدّ ولا تحصى، وهو القائل:
يا معاشر الناس إن مناقبي أكثر من أن تحصى أو تعدّ، ما
أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال فيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اكتفي
بها عن جميع مناقبي وفضلي[1].
وكيف تنال الصفات قدر قوم أثنى عليهم القرآن ومدحهم
الرحمن، وفضّلهم سيد الأنام، فهم خيرته من العباد وصفوته من الحاضر والباد، بهم
تقبل الأعمال وتصلح الأحوال، وتحصل السعادة والكمال.
وما هذا الحديث الشريف (سدّ الأبواب إلا باب علي) المتواتر
الوارد عن