responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 62

وآخرون وهم الأغلب تجاوزوا ذلك وحققوا هذه السمة بتفاضل, وقد تأتي ثقافة الشاعر مهمة في ايضاح دلالات نصه، سواء كانت هذه الايضاحات لغوية او تأريخية او شاملة لعلوم المعرفة الاخرى، قال الشاعر[95]:

بنو غالب ثوروا عجالا بنهضةٍ *** تطير بقلبِ الدهر مِن لَجب ذُعْرا

بحيث نرى الدنيا بآل محمد *** وقد ملئت عدلا كما مُلِئتْ جورا

ونبصر آل الله بالنصرِ ترتدي *** وآلَ بني سفيان صرعى على الغبرا

فما تركت بالطف أعبُد فتحكم *** لكم حرةً الا أُضيمت ولا حرا

وكم قَدْ عَلَتْ صدرا وكم وَطَأَتْ ظهرا *** وكم قد فَرَتْ نحرا وكم نَكَثَتْ ثغرا

وكم غادَرتْ في الطف من حرّة حسرى *** من مهجة حرّى ومن مقلةٍ عبْرى

لقد طَلبَتْ في ثأر اشياخها كُفرا *** من السبط في بدر وقد أدْرَكت بَدْرا

فاخفت جبيناً يبهر الشمسَ نورُه *** وأرَدَتْ عمادا يرفُعُ المجد والفخرا

وأرْدَت حسينا في صواعق بغيها *** صريعا لدى البوغاء يفترش العَفْرا

فنجد الشاعر اغترف من معين ثقافته، فتأسست الصورة الحسية معتمدة على قضية التاريخ حين تبدأ المقارنة بين آل البيت (عليهم السلام) وبين آل بني سفيان، فاستحضر الشاعر تلك الجفوة بينهم تاريخيا لاختلاف توجهات الطرفين، فلا يغرب عن الذهن بأن آل سفيان مثلوا الكفر بنفسه ووقفوا موقف المارق تجاه الدعوة المحمدية، فانتهت الصور الحسية الى حقيقة تاريخية وهي الثأر من آل البيت بسبب موقعة بدر، فانتهى المقطع الى صور حسية حركية ملونة كانت جوابا لذلك اليقين المعرفي الذي اخذه الشاعر اداة وبرهانا اقناعيا للمتلقي كما في البيتين:

فأخفَت جبينا يبهر الشمس نورُه *** وأردتْ عمادا يرفع المجد والفخرا

وأدمت ضمير الحق في شرِّ طعنة *** مسددةٍ من كف مَن سنن الكفرا


[95] ديوان الفرطوسي: 78.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست