نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس جلد : 1 صفحه : 62
وآخرون وهم الأغلب تجاوزوا ذلك وحققوا هذه
السمة بتفاضل, وقد تأتي ثقافة الشاعر مهمة في ايضاح دلالات نصه، سواء كانت هذه
الايضاحات لغوية او تأريخية او شاملة لعلوم المعرفة الاخرى، قال الشاعر[95]:
وأرْدَت حسينا في صواعق بغيها *** صريعا
لدى البوغاء يفترش العَفْرا
فنجد الشاعر اغترف من معين ثقافته، فتأسست
الصورة الحسية معتمدة على قضية التاريخ حين تبدأ المقارنة بين آل البيت (عليهم
السلام) وبين آل بني سفيان، فاستحضر الشاعر تلك الجفوة بينهم تاريخيا لاختلاف
توجهات الطرفين، فلا يغرب عن الذهن بأن آل سفيان مثلوا الكفر بنفسه ووقفوا موقف
المارق تجاه الدعوة المحمدية، فانتهت الصور الحسية الى حقيقة تاريخية وهي الثأر من
آل البيت بسبب موقعة بدر، فانتهى المقطع الى صور حسية حركية ملونة كانت جوابا لذلك
اليقين المعرفي الذي اخذه الشاعر اداة وبرهانا اقناعيا للمتلقي كما في البيتين: