responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 60

فالصورة الحسية اسهمت في اظهار ظاهرة الشجن وهي تبين بحركيتها جثي ذلك الرجل الذي اعترته الغربة جنب القبر الشريف، ثم بحركة حسية حركية اخرى تبين طواف ذلك الغريب المجروح روحيا مع الموكب في حشد وهو يتذكر واقعة الطف وما يبثه من آهات، وما تمطره عيونه من غيوم الحزن التي ظللته، كل تلك الصور الحسية اسهمت في انسياب ظاهرة الشجن عند الشاعر، واظهار لواعجه الانسانية وهي غير محدودة في شخص من دون اخر، لان العواطف الانسانية هي هي لكل انسان وفي كل زمان؛ ولان " الاستجابة الوجدانية لدى الفنان مرهونة بما يتأثر به في محيطه، فيكون حصيلة ذلك ما يتم من توافق بين العناصر الذاتية الداخلية التي يشعر بها مع ما اكتسبه من عوامل اخرى خارجية موصوفة، يدخل عليها كثيرا من السمات والخصائص الفنية[93] ".

وبذلك تكون الصورة الحسية انعكاسا لاشتباك الداخل مع الخارج تحت اطار وحدة الصراع أي الموقف من الوجود، وعلى وفق ذلك فان ظاهرة الشجن هي امتداد نقي لمشاعر صادقة يمارس الشاعر من خلالها تطهير نفسه، لان التطهير يكون بسبب «إثارة الرحمة والخوف» والانسان في حاجة الى معاناة المشاعر القوية الناتجة من الخوف والرحمة والحماسة التي تثير المأساة عند الانسان فَتعدّل الانفعالات من دون ان تُمحى، وبها يكسب المرء دِرْبةً وصلابةً واعتدالاً ويتزود بها للحياة الواقعية ويقوم عواطفه وينزع منها ما هو ضار[94].

وبذلك يحقق الشاعر الحسيني تفاعلا مع النص من خلال استنفارقواه العاطفية بسبب وحدة الصرا ع أي الموقف من الوجود.


[93] الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي: 124

[94] ظ: النقد الادبي الحديث 82-83.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست