responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 36

أ. كثرة الانتقال من المحسوس إلى المحسوس حين يكون انفعال الشاعر عاليا، لا يسمح له بركوب الاستعارات والمجازات والكنايات الا ما ندر، اذ يحضر التشخيص والتجسيم متناغما مع هذا الانتقال، ويكثر هنا التشبيه لانه منتج بارع للصورة الحسية، وبوصفه اداء محتويا للعملية الابداعية الشعرية، فانه اطار حسي تنضوي فيه تفاصيل تلك الصورة، وهذا الامر جعل الشعراء يهرعون اليه حين يحتدم انفعالهم، ويرومون ايصال قصديتهم الشعرية سريعا. يقول الشاعرعبد المنعم الفرطوسي[50]

ضمدت في قلب المقدس قلبه *** فهو الجريح وفيض نحرك بلسم

بطل العقيدة والجهاد تحية *** لك من دماك وهي نار تضرم

رسم الشاعر بصورة حسية لوحة معبرة حين جعل قلب الحسين (عليه السلام) يضمد قلب الاسلام، لا ان الاخير اضحى جريحا لهول مامر بالحسين واله (عليه السلام) في كربلاء، بينما كان قلب الحسين (عليه السلام) بلسما داوى جرح قلب الاسلام بعدما جرحه من خرج عليه، ثم اصبحت تلك الدماء نارا شب أوارها فاحرقت الظالمين.

فأدى التشبيه قدرة هائلة في رسم الصور الحسيةالتي أدت دلالاتها بشكل جيد، قال الشاعر[51]:

تراقصت صافنات الشهب من طرب *** لموكب بأباة الضيم مزدحم

ورفرت عذبات الحق خافقة *** على جبين بنور الحق متسم

أهوى ابن حيدر فالابصار شاخصة *** ترنو الى علم ملقى الى علم

فلقد عول الشاعر كثيرا في انتقالاته الصورية من المحسوس الى المحسوس غاية منه في ايصال مشهد صوري مرئي جمع بين اضواء الشهب التي ابتهجت بموكب اباة


[50] من لايحضره الخطيب: 259.

[51] ديوان الفرطوسي 1: 72.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : عنوز صباح عباس    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست