وترى الشاعر
يتأوه على ذلك الملقى على الرمضاء وقد عضَّ فم الردى عليه، وما كانت الا الربى
تحنو عليه ظلاً، وتستره عن النواظر الرمالُ المتطايرة التي ألمح إليها الشاعر
بقوله (أذيال الأعاصير)، ولم تكن الوحوش العاتية من الجرأة حتى تدنو من مصرع هذا
النور المهاب الذي بقي ثلاثة أيام لم يدفن أو لم يوار فيكون له قبر.
ونجد
الشاعر في طفية أخرى يدخل إلى موضوعه من المدخل نفسه وذلك في قوله: [95]
يومُ عاشوراءَ الذي لا أعانَ الصْـ
***
***
ـصَحْبَ فيهِ ولا أجارَ القبيلُ
ولكنه يذهب
لغير ما ذهب إليه في الطفية المتقدمة، فهو بعد هذين البيتين يذكر وفاء الحسين عليه
السلام لعهد الله الذي عاهده، ويذكر عدم إطاعة قتلته النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فيه بعدما أوصى بأهل بيته وهو منهم ولكنهم طلبوا الثارات القديمة منه،
وحاربوه بأعذار غير مقبولة وراحوا يجلبون الحرب عليه:[96]