responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 50

وترى الشاعر يتأوه على ذلك الملقى على الرمضاء وقد عضَّ فم الردى عليه، وما كانت الا الربى تحنو عليه ظلاً، وتستره عن النواظر الرمالُ المتطايرة التي ألمح إليها الشاعر بقوله (أذيال الأعاصير)، ولم تكن الوحوش العاتية من الجرأة حتى تدنو من مصرع هذا النور المهاب الذي بقي ثلاثة أيام لم يدفن أو لم يوار فيكون له قبر.

ونجد الشاعر في طفية أخرى يدخل إلى موضوعه من المدخل نفسه وذلك في قوله: [95]

أيُّ يوْمٍ أدْمى المدامِعَ فيهِ ***   *** حادِثٌ رائعٌ وخطبٌ جليلُ

يومُ عاشوراءَ الذي لا أعانَ الصْـ ***   *** ـصَحْبَ فيهِ ولا أجارَ القبيلُ

ولكنه يذهب لغير ما ذهب إليه في الطفية المتقدمة، فهو بعد هذين البيتين يذكر وفاء الحسين عليه السلام لعهد الله الذي عاهده، ويذكر عدم إطاعة قتلته النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه بعدما أوصى بأهل بيته وهو منهم ولكنهم طلبوا الثارات القديمة منه، وحاربوه بأعذار غير مقبولة وراحوا يجلبون الحرب عليه:[96]

يا بْنَ بِنْتِ الرسُولِ ضيَّعَتِ العَهـ ***   *** ْـدَ رجالٌ، والحافِظَونَ قليلُ

ما أَطاعُوا النبيَّ فيكَ، وقَـدْ مـا   ***   *** لَتْ بأَرْماحِــهِمْ إليــكَ الذُّحُولُ

وأحالُوا على المقادِيرِ في حَــر جج ***   *** ْبِكَ لَوْ أنَّ عُذْرَهُــــمْ مَقْبـُولُ

واسْتَقالوا منْ بعدِ ما أَجْلبوافيــ جج ***   *** ـهـا أالآنَ أيُّهـــا المستَقِيْـلُ

إنَّ أمْراً قّنَّعْتَ مِنْ دُونِـهِ السيــ   ***   *** ـفَ لمنْ حازَهُ لمرعىً وَبِيْلُ ج

ثمَّ يصف الشاعر شجاعة الحسين عليه السلام وبطولته الفائقة وخصاله الكريمة بوصف بديع:

يا حُساماً فلَّــتْ مضارِبُه الــ ج ***   *** ـهامَ وقد فلَّهُ الحســـامُ الصقيلُ


[95] م. ن: 2/188.

[96] م. ن. الذحول: الثارات.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست