تذكَّرْتُ يومَ السِبْطِ مِنْ آل هاشِمٍ
***
***
وما يَوْمُنا مِنْ آلِ حَرْبٍ بِواحِدِ
والملاحظ
على هذه المقدمة أنَّ الشاعر قد سيطر عليه شعورٌ بعدمِ الارتياح، ولعله كان مرهقاً
بسبب مسؤولياته الكثيرة في نقابة الطالبيين[89]، فانعكس ذلك على بنية القصيدة بانتقال
الضمير من المخاطب الغائب إلى المتكلم الحاضر، ثم العودة إلى الغائب ثمَّ العودة
إلى المتكلم الحاضر، ثمَّ هذا التنقل في الموضوعات وكأنها متفرقة غير متلاحمة، على
عكس ما وجدناه في مقدمات الطفيات المتقدمة. ثم إنّ ختام هذه الطفية جاء غير مريح
للمتلقي وكأنَّ الشاعر أراد أنْ يتخلص منها وقد نفد انثياله الشعري على غير عادته
فكان قصيراً مقارنةً بقصائده الطفية الأخرى. ثمَّ أنَّ معالجة الموضوع لم تكن كما
في طفياته الأخرى، فقد اقتصر الشاعر على ثلاثة أبيات من ضمنها بيت التخلص، ثم أخذ
يندد بظلم الأمويين والعباسيين لأهل البيت إلى أن يختمها بقوله:[90]
ولعل هذا التنقل متأتٍ من تأثره بالأسلوب القرآني الذي تشيع فيه هذه
الظاهرة لذا احتفظ الشريف الرضي بمقومات البناء الفني لهذه الطفية من مقدمة وحسن
تخلص وخاتمة.