وصبابة
بالحرم وحبا له، وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون، على أرث إبراهيم وإسماعيل
عليهما السلام)[145].
ولم تزل
الكعبة المشرفة ــ قبل الإسلام ــ هي نواة الرمزية في العبادة الوثنية لأهل مكة
مما جعلها أي الوثنية تنم عن عقيدة لا ترتكز بقوامها على الأسطورة فقط والتي هي
نواة المعتقدات والديانات الأرضية كمعتقدات السومريين أو الآشوريين أو البابليين،
أو كما هي عند المصريين، أو الصينيين، أو الهندوس وغيرها.
وإنما ترتكز
في قوامها على الاعتقاد بوجود الله سبحانه وما اتصل به من رموز كإبراهيم وإسماعيل
والكعبة التي أصبحت نواة العقيدة لديهم، فكانت الأصنام تحف بها من كل جانب، وعلى
الميثولوجيا الوافدة إلى مكة، وذلك كما تفرضه رمزية الكعبة من تعظيم على العرب
جميعاً وحجهم إليها لتكون محلاً لتلاقي الميثولوجيات.
ثانياً:
مدار الأسطورة في وثنية العرب
ولعل مدار
الأسطورة في وثنية العرب إنما انحصر فيما نسجه الكاهن عمرو بن لحي الذي كان له
ملهم من الجن.
أما ما عدا
ذلك سواء ما كان قبل ظهور أساطير عمرو بن لحي أو بعده إنما يرتكز على رمزية الكعبة
في نفس الإنسان المكي.
يقول هشام
بن محمد الكلبي:
(وكان لأهل
كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه،
فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره،
كان أوّل ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا.