responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 64

وقد ذكر المؤرخون أن هناك مناطق أخرى عرفت بمواطن للجن، وهي:

(أرض اصمت، وأرض الدو، وأرض البدي، وأرض عبقر موطن الجنّ)[94].

المحور الثالث: اعتقادهم بأن الجن والإنس يتزاوجون وسريان هذا الاعتقاد عند المذهب المالكي

تدل كثير من النصوص على بيان نفوذ اعتقاد العرب بالجن إلى الحد الذي يشير إلى أن الجن قد صحبوا الإنسان العربي في الجزيرة مصاحبة يومية ودخل معه في أغلب أمور حياته.

فمن استعانة الكهنة بهم في معرفة ما غيب عنهم من الأخبار، إلى التودد لهم بطقوس خاصة لنيل رضاهم أو دفع شرهم، إلى كونهم ملهمين للشعراء في نظم أشعارهم، لينتهي الأمر بالمعاشرة والتزاوج فيما بين الإنس والجن.

بل لقد تطورت العلاقة فيما بين العالمين الإنسي والجنّي إلى الصور الغرامية التي تحدث عنها التاريخ كمجنون ليلى، وجميل بثينة، وعنتر وعبلة ليفوقها في كثير من القصص فقد زعم العرب (إنّ الجنون من الجن، والمجنون هو الذي صرعته الجنية ــ عشقاً وغراماً ــ والمجنونة هي التي صرعها الجنّي، وإنما يكون ذلك عن طريق العشق والهوى وشهوة النكاح؛ والشيطان إذا عشق المرأة ينظر إليها عن طريق العجب بها، فتكون نظرته أشد عليها من الحمّى، وعين الجنان أشد من عين الإنسان)[95].

والظاهر: أنّ العشق الذي يقع من الجني للإنسية أو من الجنية للإنسي هو حب من طرف واحد؛ وذلك أن الجن هم الذين يرون الإنسان ويسمعونه وهو لا يرى الجنّ، وبذلك يكون حبهم من طرف واحد إلا أنه حب قاتل لا ذنب للإنسان به فهو يعاقب على أمر لم يقترفه فيسلب منه عقله فيصبح مجنونا أو مجنونة!


[94] الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام: ص87 ــ 88.

[95] البيان والتبين للجاحظ: ج6، ص87.

نام کتاب : تكسير الأصنام نویسنده : الحسني، نبيل قدوري حسن    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست