ومن أكثر
الشعوب القديمة التي اشتهرت بأساطيرها، والتي يذكرها الدارسون، الشعب اليوناني
القديم وشعوب بلاد ما بين النهرين (العراق).
وتجدر
الإشارة إلى أن الأسطورة (Mythe) غير الخرافة (Fiction) التي تعني وهماً لا رابطة اجتماعية دنيوية كما تفيد الأسطورة)[41].
ثانياً:
الترابط بين الطقوس والأساطير
لقد أفادت الدراسات الميثولوجية من خلال مراقبتها لتلك المعتقدات وما يحيط
بها من عوامل نفسية واجتماعية وبيئية في التوصل إلى وجود علاقة تلازمية بين هذه
الأساطير والطقوس، حتى احتار كثير من الباحثين في الوصول إلى معرفة، أيهما كان
مقدماً على الآخر؟ هل الأساطير مقدمة على الطقوس؟ أو أن الطقوس مقدمة على الأساطير؟
(وقد ربط
بعضهم نشأة الأسطورة بالطقوس والسحر، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن الأسطورة ظهرت
بعد الطقوس، وأن الطقوس أسبق منها في الظهور؛ وأكد بعض النقاد العرب على أن
الأسطورة هي الجزء القولي المصاحب للطقوس البدائية)[42].
على أننا
لو تتبعنا الطقوس التي تلازم الأساطير لوجدنا أنها ترتكز على أمر واحد، وهو تقديم
الأضاحي لاستجلاب الخير لصاحب الأضحية، أو دفع الضرر المتمثل في الأمراض، حيث
يعتقد بأنها إما تكون سبباً لغضب الآلهة أو الأرواح أو الجن أوالشيطان.