الأسطوري
وبين صورة البطل الواقعي في عقلية المسلم سعى ميثولوجيو النواصب على تقديم بطلهم
على النحو الذي قدمه (بلوتارك) في كتابه (الحيوات المتوازية) حينما قدم كثيراً من
الملامح الواحدة بين البطل الأسطوري والبطل الواقعي في مقارنته بين الشخصيات
الرومانية واليونانية[455].
ونحن لو
استعرضنا هذه المشتركات التي خلص إليها (حنّا عبود) من كتاب بلوتارك وقارناها مع
مكونات شخصية (محمد بن إسماعيل) لوجدنا أن الهدف واحد وهو تقديم محمد بن إسماعيل
البطل الذي جمع ملامح الصورة المثيولوجية والواقعية، كي يلقى قبولاً منقطع النظير
لدى المسلمين.
هذه
الركيزة التي خلص إليها الباحث في الميثولوجيا العالمية نجدها متحققة في عمل محمد
بن إسماعيل فكانت على النحو الآتي:
ألف:
استغرق إخراج كتاب الجامع الصحيح ست عشرة سنة.
باء: أخرجه
من نحو ستمائة ألف حديث.
جيم: ما
كتب البخاري حديثا إلا اغتسل قبل ذلك وصلى لله ركعتين.
فهذه
الأفعال لا تخرج إلا من بطل، فقد كونت عملاً خارقاً استلزم ست عشرة سنة، وإخراج
الكتاب من نحو ست مائة ألف حديث (بشرط صحتها) التي وضعها (بنفسه)، وإنه كان يغتسل
لكل حديث، ويصلي ركعتين، أي إنه اغتسل ست مائة