فهو لا
يتعدى كونه رؤيا رآها البخاري وغيره فاستحق من خلالها القداسة الملتصقة برضا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ كما يقولون ــ، وهذه الرؤى، هي:
الرؤية الأولى: وقد رآها البخاري
وهذه
الرؤيا أخرجها غير واحد من شراح البخاري ونحن هنا نوردها من إرشاد الساري
للقسطلاني (المتوفى سنة 923هـ) فيقول: (وروي بالإسناد الثابت عن البخاري، أنه قال:
رأيت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب
بها عنه، فسألت بعض المعبرين فقال لي: أنت تذب عنه الكذب، فهو الذي حملني على
إخراج الجامع الصحيح)[439].
وهنا نسجل
ملاحظة ــ وإن كانت على عجل ــ:
1 ــ من
حسن حظ البخاري أن وقع على معبر خبير لرؤياه، وأن الفضل يعود لهذا المعبر في تعبد
المسلمين بكتاب البخاري وعليه يقع أزرهم.
2 ــ إن
الدافع لكتابة البخاري الجامع الصحيح (دفع الكذب) وهذا يدل على:
ألف: كثرة
الكذابين والوضاعين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وعليه كيف كان يتعبد
المسلمون بهذه الأحاديث قبل البخاري.
باء: إنّ
البخاري غير صادق فيما يقول ــ كما سيمر بالدليل ــ فقد أخرج للكذابين في كتابه،
الذي أسماه بـ(الجامع الصحيح)!!
إذن:
تكون هذه الرؤيا هي الأساس في تكوين شخصية البخاري، وهذا
له من الدلالات ما يأتي: