وهي حقيقة
نص عليها الحافظ الذهبي في تاريخه ضمن أحداث سنة أربع وأربعين ومائة، فقال:
(وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف
ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة،
وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف
معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب
الجامع، ثم بعد يسير صنف هيثم كتبه، وصنف الليث بمصر وابن لهيعة، ثم ابن المبارك
وأبو سيف وابن وهب، وكثر تدوين العلم وتبويبه)[365].
ولكن
السؤال المطروح: ما الذي منع الناس من التدوين إلى هذه السنة؟
وجوابه
فيما يأتي:
ألف: (نهي
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمر بن الخطاب عن كتابة أحاديث اليهود مما انعكس
سلبا فيما بعد حينما تولى الخلافة، فمنع كتابة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم حسب اجتهاده.
فقد روى
ابن الأثير: (إن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنا نسمع
أحاديث من يهود تعجبنا! أفترى أن نكتبها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«أمتهوكون كما تهوكت
اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية»[366].