ويقول: (لا أفارق عبادتكما حتى أموت على ما مات عليه
أبي)[332].
في حين كان
الوثنيون يفزعون إلى هبل فهو إلههم الأعظم لا إلى أساف ونائلة مما يدل على أنه لم
يكن في جوف الكعبة مما تعذر على أبي سفيان أن يحلق رأسه عند هبل وأن يذبح له وهو
على سطح الكعبة.
فضلاً عن
ذلك: فإن قريشاً كانت تغير مكان الأصنام من مكان إلى آخر، وفي ذلك يقول القاضي
عياض: (إن أساف ونائلة لم يكونا قط ناحية البحر، حولهما قصي ابن كلاب فجعل أحدهما
ملاصق الكعبة، والآخر بزمزم)[333].
إذن: إمكانية
نقل هبل من داخل الكعبة إلى خارجها ووضعه على سطح البيت الحرام (أعزه الله) قائمة
ولا مانع من وقوعها.
وعليه: فإن
هبل كان على سطح الكعبة في عام الفتح وإن الذي صعد على سطح الكعبة وقام بقلعه
ورميه إلى الأرض وتكسيره هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثانياً:
ما يدل على ان هبل كان على سطح الكعبة في عام الفتح وان الذي كسره الإمام علي بن
أبي طالب عليه السلام
1ــ روى
الشيخ الصدوق رحمه الله عن سليمان بن مهران قال: (قلت لجعفر بن محمد عليه السلام،
كم حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال عليه
السلام:
«عشرين مستترا في حجه يمر بالمزامين فينزل
فيبول».
[332] شرح النهج لابن أبي
الحديد المعتزلي: ج17، ص264.