فقال: بلى!
فوجّه إليه، فخرج حتى أتى (بني) أحمس من بجيلة، فسار بهم، إليه فقاتلته خثعم
وباهلة دونه، فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل
مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم.
فظفر بهم
وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق، فقالت امرأة من خثعم:
ويوجد هذا
الصنم بساحل جدة، وكان لمالك وملكان، ابني كنانة، وكان صخرة طويلة، فأقبل رجل منهم
بإبل (له) ليقفها عليه، يتبرّك بذلك فيها، فلما أدناها منه، نفرت منه (وكان يهراق
عليه الدماء)، فذهبت في كلّ وجهٍ وتفرّقت عليه، وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال:
(لا بارك الله فيك إلها! أنفَرتَ عليّ إبلي)، ثم (خرج في طلبها حتّى جمعها و)
انصرف عنه، وهو يقول:
أتينا إلى
سعد ليجمع شملنا *** فشتّتنا سعد فلا نحن من سعد
وهل سعد
إلاّ صخرة بتنوفة *** من الأرض لا يدعى لغيّ ولا رشد[230]
[229] كتاب الأصنام للكلبي:
ص35 ــ 36؛ صحيح البخاري، كتاب المغازي، غزوة ذي الخلصة: ج5، ص111.