أما ما
سألتموه من إقامة مواكب عزاء أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)، وما هو
المتداول لدى الشيعة من اللطم على الرؤوس والوجوه والصدور في المجالس العامة
والخاصة، وفي الشوارع والطرقات، فهو مما لا أظن بأنَّ أحداً ينكر حسنها ورجحانها،
ما دام لم تمزج بعض المحرمات الشرعية، من قبيل استعمال آلات اللهو وغير ذلك.
وأما التطبير فهو إن لم يكن مضراً بحال الإنسان فلا بأس
فيه ولا شيء عليه، كما أنه لا ينبغي لأحد المنع منه والصدّ عنه، فإنه جميع أنواع
التعزية لأجل محبة الإمام أبي الشهداء (أرواحنا له الفداء) مشروعة ومستحبة، ما
دامت لم تشتمل على ما هو محرم في الشريعة الإسلامية.
آية الله العظمى السيد
أبو القاسم الخوئي
بسم الله الرحمن الرحيم
المنع من
الشعائر المذهبية والتي من جملتها إقامة التعازي على الأئمة الهداة الطاهرين من
أهل البيت عليهم السلام، إضافة إلى أنه لا أساس له، مخالف لما ورد عنهم عليهم
السلام من تشجيعها والحث عليها.
كما أنه لا تنافي بين نشر أهداف الإمام الحسين وتبليغها وسائر الأئمة
المعصومين عليهم السلام وبين ذكر مصائبهم، بل ذكر مصائبهم وإظهار الحزن والتأثر
عليهم مؤكّد لتحقيق أهدافهم، وذلك لما فيه من بيان ظلم الغاصبين لحقوقهم، والبراءة
منهم، كما أن فيه الدرس الوافي للتعلم من سلوكهم ومظلوميتهم، والموالاة لهم (صلوات
الله عليهم).