الأمويين كانوا دائمـاً قادة جيوش الشرك ولو وصل بنو أمية للحكم لم يأمن الأنصار من سعيهم للثأر لدمائهم، وأما بنو زهرة فلم تكن لهم إمرأة في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وأمّا المحاصرة الإجتماعية لبني هاشم فقد قاموا بها بعد فتح مكة بصورة واضحة بحيث كان العباس بن عبد المطلب والسيدة صفية والسيدة سبيعة تتكرر الشكاوى منهم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضد قريش فكان العباس يشكو ما يراه من جفاء قريش له وإظهارهم العبوس في وجهه وشكت السيدتان صفية وسبيعة إيذاء أحد القرشيين لهما، ولم تسلم نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من إيذاء قريش كما هو المتواتر عن إيذاء السيدة سودة بنت زمعة رضوان الله عليه في قصة الحجاب المعروفة، والسيدة مارية القبطية أم إبراهيم رضوان الله عليهما في قصة الإفك التي اشترك فيها اثنان من نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقاربهما.

واشتد حصار القوم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي ضد بني هاشم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد أفلح القرشيون في كسب معاذ بن جبل وأسيد بن حضير من زعماء الأوس وبشير بن سعد الخزرجي إلى صفوفهم.

المخاطر التي واجهت الدولة

في أُخريات حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت الأخطار الداخلية المحدقة بالدولة النبوية تتمثل في اتجاهات ثلاثة:

1ـ الاتجاه الرامي إلى عودة جزيرة العرب إلى حالها في عصر ما قبل الإسلام، وهو أضعف الإتجاهات.