معوقات البحث

لما كان البحث يقع في التاريخ السياسي للشيعة فهو يواجه جملة من المشاكل أهمها عدم تحقيق تاريخ الشيعة السياسي حتى من قبل الكتاب الشيعة فهو ليس كعلوم الفقه والأصول والكلام والفلسفة التي بحثت في كلياتها وجزئياتها، فالباحث يواجه مادة خام لم يسبق تحقيقها.

والمشكلة الثانية أنّ هذه المادة الخام لا تعاني من عدم التحقيق فقط، بل إنّ للأهواء دوراً كبيراً في تشويهها والعبث بها، مما يستدعي من الباحث المنصف جهداً مضاعفاً في سبيل الوقوف على الصحيح من السقيم من بين كم كبير من النصوص التاريخية.

والمشكلة الثالثة التي يواجهها الباحث غياب كتب التاريخ الشيعية التي كتبت في الأزمنة المتقدمة بسبب المطاردة والتضييق التي تعرض لها الكتاب والمكتبة الشيعية على مر العصور، وهذا الغياب للكتاب الشيعي يجعل مهمة الباحث صعبة لأن عليه أن يقف على جملة من الأحداث التاريخية من كتب لم يتصف مؤلفوها بالموضوعية والحياد والإنصاف وهنا يبرز العناء بنحو واضح إذ عليه الوقوف على الروايات المختلفة في الموضوع الواحد، وأن يراجع تراجم الرجال، للوقوف على الحقيقة.

ولولا ما تلطف الله تعالى به من قيام بعض الدول الشيعية في أزمان متباعدة من تاريخ المسلمين لتعرض التراث الشيعي إلى تضييع أكبر ولكن تلك الدول وببركة العلماء الكبار الذين بذلوا جهداً كبيراً في حفظ تراث أهل البيت عليهم السلام حفظوا للشيعة جزءاً مهماً من تاريخهم الناصع، وعلى رأسهم العلامة المجلسي رضوان الله عليه صاحب بحار الأنوار التي كانت بحق بحاراً من النور.

وفي الختام أدعو الله عز وجل أنْ يوفقني لإتمام هذا البحث وأن يكون ما أقوم به