وبهذا كان جعفر سبباً في معاناة الإمام وعيالاته الكريمة حرصاً منه على إحباط مشروع الإمام والعمل لإنجاح مساعيه في ادعائه الإمامة.

دور السيدة أم الإمام الحسن العسكري عليه السلام الملقبة بالجدة في الغيبة الصغرى:

بعد شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام دخلت الشيعة مرحلة الغيبة الصغرى، وكانت من أحرج المراحل التي من شأنها أن تحدد مصير الحركة المهدوية ووجود القواعد الشعبية للإمام عليه السلام, وبالرغم من تعيين السفير الأول من قبل الإمام إلاّ أنّ تحركه لم يزل مرصوداً تحت رقابة السلطة المتوجسة من وجود الإمام عليه السلام لتلقي القبض عليه وعلى جميع خاصته متوخية بذلك إحباط حركة الإمام عليه السلام, ولم يكن اتصال الشيعة مع الإمام بالأمر السهل واليسير, ولم يسع الإمام أن يترك شيعته دون راع يرعى مصالحهم من خلال اتصاله بهم, فلا بد إذن من ايجاد آلية مؤقتة لتلافي حراجة الموقف الخطير الذي تعيشه قواعد الإمام, وبهذا ستكون الجدة ام الإمام العسكري عليه السلام متصدية لأمر السفارة حيث تقوم بايصال رسائل الشيعة من وإلى الإمام المهدي عليه السلام ريثما تنفرج أزمة الرقابة الشديدة, والنظام في الوقت نفسه يستبعد فكرة قيام امرأة بمهمة السفارة فهي أذن بعيدة عن أعين النظام لتمارس مهمتها بشكل يحفظ معه الإمام وشيعته كذلك من بطش وكيد السلطة التي تتربص بالإمام عليه السلام.

دور السيدة نرجس أمّ الإمام (عليه السلام)

ولا نغفل موقف السيدة العظيمة أم الإمام المهدي عليه السلام في خضم الأحداث خصوصاً في البداية الحرجة للغيبة الصغرى, فهي مع حرصها البالغ وحذرها الشديد على ولدها الإمام المهدي فقد قدمت مثالاً في الصبر والصمود وكتمان السر