نام کتاب : العلم و الحكمة في الكتاب و السنة نویسنده : محمدی ریشهری، محمد جلد : 1 صفحه : 73
تحقيق في معنى الحكمة وأقسامها
إنّ
مصطلح «الحكمة» في اللغة مشتقّ من «الحُكم» وهو بمعنى المنع؛ لأنّ الحُكم العادل
يمنع الظلم ويحدّ منه، وكذلك يُطلَق على لجام الفرس وأمثاله لفظ «الحِكَمة» لأنّها
تقيّد الحيوان وتمنعه. ومن هنا قيل للعلم حكمة أيضاً، لأنّه حول دون جهل العالم،[357]
كما
قيل لكلّ شيء مُتْقَن لا يقبل النفاذ «مُحْكَم».[358]
قال
الآلوسي في تفسير روح المعاني مبيّناً معنى الحكمة نقلًا عن كتاب البحر:
وفي
(البحر): إنّ فيها تسعة وعشرين قولًا لأهل العلم، قريبٌ بعضها من بعض.
وعدّ
بعضهم الأكثر منها اصطلاحًا واقتصارًا على ما رآه القائل فردًا مهمًّا من الحكمة،
وإلّا فهي فيالأصل مصدر منالإحكام، وهو الإتقان في علمٍ أو عملٍ أو قولٍ أو فيها
كلّها.[359]
[357]. يقول ابن فارس: الحاء
والكاف والميم، أصل واحد وهو المنع، وأوّل ذلك الحُكم، وهو المنع من الظلم، وسمّيت
حَكَمَة الدابّة لأنّها تمنعها ... والحِكمة هذا قياسها، لأنّها تمنع من الجهل.(
معجم مقاييس اللغة: ج 2 ص 91« حكم»).
[358]. جاء في الصحاح: أحكمت
الشيء فاستحكم، أي صار محكماً( الصحاح: ج 5 ص 1902).