يمكن الوقوف على هذه العلاقة من خلال ما جمعه الشيخ محمد السماوي في إبصار
العين، فقال:
(كان زهير رجلاً شريفا في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً له في
المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة، وكان أولاً عثمانيا، فحج سنة ستين في أهله، ثم
عاد فوافق الحسين (علیهالسلام) في الطريق، فهداه الله وانتقل علويا.
روى أبو مخنف عن بعض الفزاريين قال: كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة
نساير الحسين (علیهالسلام) فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره
في منزل، فإذا سار الحسين (علیهالسلام) تخلف زهير، وإذا نزل الحسين
تقدم زهير، حتى نزلنا يوما في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب،
ونزلنا في جانب، فبينا نحن نتغذى من طعام لنا، إذ أقبل رسول الحسين فسلم ودخل، فقال:
يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بن علي (علیهماالسلام) بعثني إليك لتأتيه، فطرح
كل إنسان منا ما في يده حتى كأن على رؤوسنا الطير.
قال أبو مخنف:
فحدثتني دلهم بنت عمرو، امرأة زهير قالت: فقلت له: أيبعث إليك ابن رسول الله
ثم لا تأتيه!، سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، قالت: فأتاه زهير بن
القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه، فقوض وحمل
إلى الحسين (علیهالسلام)، ثم قال لي: أنت طالق، الحقي بأهلك،
فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير.
نام کتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 309