وغيرها من الآيات الكريمة التي تشير إلى أن للدعاء مدلولاً تعبدياً يظهر
من خلال قيام الإنسان بالدعاء لله تعالى.
ثالثاً: مدلول تفاضلي
مما لا شك فيه إن الأنبياء والمرسلين (علیهمالسلام) هم مثال حكم الله عز وجل
في الأرض، وهم أعبدُ الخلق للخالق عزّ شأنه.
ومن هنا:
أشارت بعض الآيات إلى أنهم يتفاضلون فيما بينهم في العبودية والتقرب إلى الله
تعالى في كثرة الدعاء له. وقد مرّ في المدلول التعبدي، بأن الدعاء أفضل أنواع
العبادة؛ إذ ينطلق اللسان مترجماً لما يختزنه الفكر من معرفة بالله عز وجل.
ولذلك: كانت أدعيتهم (علیهمالسلام) تفاضلية في الرتبة؛ بمعنى
آخر: كانت كاشفة عن الرتبة المعرفية بالله تعالى وكاشفة أيضاً عن رتبة العبودية.
فقد ورد في الرواية عن أبي عبد الله الصادق (علیهالسلام) في معرض بيانه للعقل
والجهل وجنودهما، فقال: