نام کتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 238
رابعاً: فرض الدولة الجزية على أهل الذمة حتى بعد إسلامهم مع
مخالفة ذلك للقرآن
من الشواهد التي أظهرت تردي الأوضاع في العراق، فكانت كسني يوسف(علیهالسلام)، هو فرض الدولة الأموية
الجزية على الموالي الفرس حتى بعد إسلامهم في مخالفة أخرى للقيم القرآنية، وفي
سلوك جديد يضاف إلى رصيد ثقافة الهجر التي سنها بعض الصحابة حينما قالوا لرسول
الله(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إنه يهجر.
إذ تقضي القيم القرآنية برفع الجزية عن أهل الذمة حين إسلامهم، لتساويهم
مع إخوانهم المسلمين في الحقوق والواجبات، فمالهم وعرضهم ودماؤهم محرمة على بعضهم
البعض، اما ان تبقى هذه الجزية والضريبة المالية على أهل الذمة حتى بعد إسلامهم،
فهذا ما لم تقر به سوى شريعة ثقافة الهجر.
وياليت ان الأمر قد انحصر في ذلك، بل تم قتل من لم يستجب لهذا التشريع
الجديد. كما تدل عليه النصوص التاريخية.
وعوداً على بدء، فحينما كتب عمال الحجاج بهجرة الموالي من القرى الزراعية
وانكسار الخراج؛ كتب الحجاج إليهم ــ بكونه أحد أهم مكونات ثقافة الهجر، وأفضلهم
حملاً لهذا الفكر ــ كتاباً قال فيه: «إنّ من كان له أصل في قرية فليخرج إليها»[346].
بمعنى كل من خرج من قريته فليعُدْ إليها؛ فقام أولئك الولاة فأخرجوا
الناس من المدن، ولاسيما مدينة البصرة «فخرج الناس فعسكروا فجعلوا يبكون وينادون
يا محمداه يا محمداه، وجعلوا لا يدرون أين يذهبون فجعل قراء أهل