أنا ابن الخيرتين

يكشف الإمام السجاد علیه السلام عن أصالة نسبه من الطرفين كما روي عنه علیه السلام أنّه كان يقول أنا ابن الخيرتين, يعني جده محمداً’ وعلياً علیه السلام وكسرى, فهو ابن خيرة العرب والعجم [606]. ولم يقل ذلك للبذخ والفخر ولكن بياناً للواقع, وكأنه نظر إلى قول جده رسول الله’ كما جاء في المناقب وغيره: إنّ لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس [607]. ولقد أحسن أبو الأسود الدؤلي بقوله:

وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للحسين علیه السلام : يا أبا عبد الله لتلدن لك منها خير أهل الأرض، فولدت علي بن الحسين علیه السلام وكان يقال لعلي بن الحسين علیه السلام : ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس[608].

ولو لم تكن أمه علیه السلام بهذا المستوى من الفخر والسمو لكانت مندوحة ليزيد ابن معاوية في توهين وذم الإمام السجاد علیه السلام لاسيما في المساجلات التي دارت بينهم في الشام, وعادة الأعداء يتربصون الثغرات كيف ما كانت للنيل من الطرف الآخر, وقد لاحظنا كيف كان توهين هشام بن عبد الملك لزيد بن علي علیه السلام , حيث قال له إنّك ابن أمة كيف تروم الى الخلافة, فلم يذكر لنا التاريخ أن عُيّر الإمام

[606] راجع: المصدر نفسه.

[607] مناقب آل أبي طالب, ابن شهر آشوب, ج3 ص305.

[608] راجع: الكافي, الكليني, ج1 ص467.